مجموع إجازات ورسائل الامام محمد عابد السندي
رقم الايداع 9789954623565 , , سنة النشر 2014
مجموع إجازات ورسائل الامام محمد عابد السندي
صاحب مجموع هذه الإجازات والرسائل هو محمد بن أحمد علي بن محمد مراد بن محمد يعقوب الأيوبي الأنصاري السِّندي، وقد اشْتُهِرَ اسمه بالشيخ محمد عابد السِّندي، وأما نسبة "الأيوبي الأنصاري": فهي نسبة لجده الأعلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، حيث هو من ذريته، فهو خزرجي أنصاري، ولد ببلدة "سِيْوَن" من بلاد السند على شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند، مما يلي بلدة بويِك، ولذا يقال نسبه "السندي".

وهذه النسبة توجد بخطّه في كثير من كتبه، ونسبه بعضهم إلى مكة المكرمة، وذلك لأنه اقام مدة لا بأس بها في مكة المكرمة، ومنهم نسبه إلى اليمن، وبخاصة إلى زبيد حيث أقام الشيخ محمد عابد في اليمن أكثر من ثلاثين سنة، ونسبه بعض آخر إلى المدينة المنورة، فقيل عنه "المدني"، وذلك لأن قراره كان آخر عمره في المدينة المنورة، وهذا ما فعله الشيخ محمد عابد نفسه في آخر كتابه "طوالع الأنوار"، فقال عن نفسه: "السندي مولداً، المدني توطناً".

ولد الشيخ محمد عابد السندي ببلدة "سيون" من بلاد السند، وهي الآن من بلاد باكستان، سنة 1190 في بيت علم وفضل وشرف ودين، ونشأ نشأة طيبة، وتشرب العلم والأدب منذ نعومة أطفاره، وقد ذكر الشوكاني أنه قرأ على علماء عصره في كثير من الفنون، ويرع في علوم الأدب - وشارك في التفسير والحديث مشاركة قوية، وتفرّد بمعرفة فنون كعلم الهيئة والهندسة، كما تفرد بمواد الكتابة، والإنشاء وعلوم الأدب، وجودة النظم والنثر، وكان له شغف بالحديث وأصله، توفي الإمام السندي سنة 1257 ودفن بالبقيع قبالة أمير المؤمنين عثمان بن عثمان رضي الله عنه.

وكان الإمام قد تبدأ مناصب هامة، وتولى القضاء مدة طويلة في مدينة زبيد، وكانت آنذاك دار العلم والعلماء، وهكذا، كان منزلة رفيعة مدة إقامته في اليمن، ثم زاده الله تعالى عزّاً فوق عز، حيث خرج من اليمن إلى المدينة المنورة، فكان رئيساً لعلمائها، وبقي على ذلك إلى آخر حياته، وكانت له مؤلفات كثيرة في علوم متنوعة، ومنها مجموع إجازاته ورسائله هذه.

وهذه الرسائل في علوم مختلفة وفنون شتى، فبعضها يتعلق بالحديث النبويّ الشريف، وبعضها يتعلق بأسماء الرجال كما يجد القارئ فيها الرسائل المتعلقة بعلم الفقه الإسلامي، والمتعلقة بعلم الصرف وعلم الطب.

ويعتبر مجموع رسائله هذه من المؤلفات المهمة في بابه، وقد تم الإعتناء به، وجاء عمل المحقق على النحو التالي: 1-إثبات نص الرسالة أولاً، وإعتماد المحقق نسخة المؤلف بخطه، 2-وكان الشيخ محمد عابد السندي قد أثبت أسماء الرجال فقط، فعمد الباحث في الحاشية إلى إثبات الرمز المذكور في الأصل، مع ما كتبه الذهبي عن الراوي، 3-زيادة بعض الكلمات عن الراوي نقلاً عن ميزان الإعتدال، والمغني، والكاشف للذهبي، وتهذيب التهذيب لابن حجر، وتاريخ الثقات للعجلي، والكامل لإبن عدي وغيرهم، 4-تم إغناء هذه المجموعة بمقدمة تضمنت نبذة عن حياة المؤلف ومؤلفاته ومسائل أخرى تتعلق به ليكون القارئ على بيّنه من علو شأن الإمام عابد السندي: علماً وعملاً ونشأة وشيوخاً ومؤلفات.

الزوار (1114)