
0
0
0
شاعر وروائي ألباني ولد في مدينة جيروكاسترا بجنوب ألبانيا في سنة 1936، التحق بعد دراسته الثانوية بكلية الآداب في جامعة تيرانا، وتخرّج فيها عام 1958، وحصل على منحة دراسية لمتابعة دراسته في معهد غوركي بالاتحاد السوفيتي، وانقطع عن الدراسة بعد الأزمة بين البلدين سنة 1960، وجسّد هذه الأزمة في روايته “الوحش” بتخيُّله صورة العدو كحصان طروادة الجاثم خارج تيرانا ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها. أوّل أعماله الأدبية كان بعنوان “مدينة بلا إعلانات”، وقد وضع مسودتها في موسكو، وحاول نشرها في وطنه لكن الرقابة منعت نشر حلقاتها في ظل الحكم الشيوعي.
في مجمل كتاباته الشعرية والروائيّة استطاعَ أن يتحرّر من المباشرة التي كانت مُسيطرة على عمله الأول الذي أعاد نشره في أوروبا عام 2001، وهو التطور الذي ظهر في روايته التي فتحت له آفاقًا في الشهرة العالمية، وهي رواية “جنرال الجيش الميت” عام 1963، وتدرو الرواية في فلك جنرال إيطالي موفد من قبل حكومته التي طُردت من ألبانيا للبحث عن رفات الجنود الإيطاليين الذين قتلوا إبّان معارك التحرير، ومع أن الجنرال غير مُقتنع بالمهمّة إلا أنه يذهب ويُلاقي حتفه على يد عجوز ألبانية ثأرًا لولدها.
ثم تَلَت هذه روايته القصيرة “الوحش” التي استفاد فيها من واقعة حصان طروادة ليسقط الماضي على الحاضر، وهو ما وسعّه في روايته “العرس” عام 1968، حيث أظهر التراث الألباني الأسطوري، وعَكَسَ من خلالها الأفكار التي يريد أن يؤجِّج بها العزيمة في نفوس الألبان، وإن كانت الرواية تناولت مرحلة التحول التي شهدتها ألبانيا، وما انتهت إليه من صراع دامٍ، إضافة إلى رصده لواقع المرأة في ظل الإقطاع والرجعية.
وفي عام 1970 أصدر روايته “الحصن” أو “الحصار” حسب ترجمة محمد درويش والتي أظهر فيها بطولة الشعب الألباني في الدفاع عن حصن حاصره العثمانيون في القرن الخامس عشر، وقد تعدّدت التأويلات للمغزى الذي قصده كاداريه من وراء هذه الرواية، في ظل حالة النزاع الأيديولوجي الألباني السوفيتي واجتياح السوفييت لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، ومن ثم رأها الغرب على أنّها تمثل إرادة ألبانيا التي تقاوم التحريفية السوفيتية.
لا يتوانى في كتاباته عن تقديم صورة ألبانيا وهي تعيش في عزلتيْن، الأولى في فترة الحكم العثماني، والثانية في فترة الحكم الشيوعي، ففي رواية “موظف قصر الأحلام” عام 1981، ينتقد النظام الاستبدادي، وهو ما يرجِّح أنّه كان في رواية “الحصار” يرمي إلى الدولة العثمانية وليس إلى الاتحاد السوفيتي. ثمّ في عام 1978 يصدر رواية “الباشويات الكبرى” وفيها يُسلِّطُ الضوء على شخصية باشا تُركيّ أراد أنْ يستقلَ عن السُّلطة العثمانية مُستعينا بالغرب لكنّ الدولة العثمانية دبّرت له مؤامرة قطعوا فيها رأسه، وكذلك في عام 1979 أصدر رواية “لجنة الاحتفال” وهي تدور في ذات الفلك من انتقاداته للدولة العثمانية والتنديد بالسياسة التآمرية والدموية لمجمل حكمهم، وقد تناول فيها واقعة تاريخية معروفة في التاريخ الألباني مفادها أن السُّلطة العثمانية ممثّلة في السلطان محمود الثاني عمدت إلى تدبير مؤامرة هدفت إلى تصفية خمسمئة من صفوة الأعيان ذوي النزعة التحريرية والمناهضين للحكم العثماني، بدعوتهم إلى احتفال في مدينة “مناستير” وقضت عليهم جميعًا.