لقد جاء هذا الكتاب استجابة للتحديات العلمية التي تجاوزت التكنولوجيا ودورها في تطور ونمو المنظمات إلى المورد البشري ودوره في نشوء واستحداث وتطوير التكنولوجيا. إن إدارة الموارد البشرية أخذت من اهتمام الدارسين والباحثين والعلماء الحيز الأوفر في السنوات الأخيرة فلم تعد تلك الادارة التقليدية التي تتضمن مهاماً روتينية كالتوظيف والتدريب والتحفيز، بل أضيفت إليها أبعاد متداخلة مع بقية حقول المعرفة العلمية الإدارية منها والسلوكية والاجتماعية، إذ يعتمد نجاح وفاعلية المنظمات المعاصرة على المورد البشري الذي هو الأساس في خلق القيمة المتمثلة بالمخرجات المناسبة التي تحقق رضا الزبائن وتعزز من السمعة والمكانة الاجتماعية للمنظمة. إن التوجهات الاستراتيجية المؤدية إلى تحقيق مزايا تنافسية من خلال المورد البشري تحوي منعطفين فكريين، الأول هو النظر إلى هذه الادارة من مختلف جوانبها السلوكية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية، والثاني هو النظرة التكاملية لكل من الفاعلية التنظيمية وإدارة المورد البشري، وبصورة أكثر تحديدا الربط بين إشباع حاجات العاملين وحاجات الزبائن وحاجات المجتمع من خلال الاستراتيجيات الفاعلة للموارد البشرية في المنظمة. إن المنعطفين أعلاه يحققان للمنظمة المزايا التنافسية، وهذا ما تم توضيحه في محتويات الكتاب الذي يتضمن أربعة عشر فصلا: تناول الفصل الأول مفهوم إدارة الموارد البشرية وتطورها، أما الفصل الثاني فقد ركز على كيفية تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية للمنظمة، وتناول الفصل الثالث مفهوم تدفق العمل والتحليل والتصميم الوظيفي، وركز الفصل الرابع على تحديد مصادر الحصول على الموارد البشرية وأهمية كل من المصادر الداخلية والخارجية، أما الفصل الخامس فتناول مهمة اختيار الموارد البشرية واجراءات الاختيار والاختبارات وأنواعها، وتحدث الفصل السادس عن تقويم أداء العاملين من حيث المفهوم والأهداف والاجراءات أما الفصل السابع فحدد مفهوم دوافع العاملين ونظريات الدوافع وتناول الفصل الثامن موضوعا ذا أهمية كبيرة في نمو وتطوير الأفراد إضافة إلى تطوير المنظمات، وهو موضوع تدريب وتطوير العاملين وفي الفصل التاسع تناول الكتاب دراسة موضوع آخر مرتبط وبشكل غير مباشر بمهمة التدريب والتطوير، وهو إدارة المهنة من حيث التخطيط لمهن العاملين وأساليب التطوير المهني ،وتم التركيز في الفصل العاشر على واحد من أهم الموضوعات في إدارة الموارد البشرية، إذ تأتي أهمية الأجور والرواتب من حقيقتين :أولاهما تتعلق بالمنظمة وما تتحمله من تكاليف والثانية تدعم أهمية الأجور والرواتب ما يتحقق من خلالها من عدالة من وجهة نظر الأفراد، والفصل الحادي عشر تناول التركيز على حقوق العاملين ونظام الانضباط، وفي الفصل الثاني عشر ناقش الكتاب موضوع العلاقات الصناعية والنقابات وأسلوب التعامل مع النقابة وركز الفصل الثالث عشر على إدارة السلامة المهنية والصحية وأخيراً تناول الفصل الرابع عشر موضوعا ذا أهمية للمنظمات الكبيرة بصورة خاصة ،وهو نظام معلومات الموارد البشرية وأهم التطبيقات الحاسوبية للنظام. كما وتضمن الكتاب قاموسا بأهم المصطلحات الواردة في محتوى المادة العلمية، ولا بد من ايضاح حقيقة مهمة يمكن للباحث أو الدارس المطلع على الكتاب ملاحظتها ،وهي أنه رغم حداثة المعلومات والمدخل المعتمد في عرضها وهو المدخل الاستراتيجي لكنها جاءت واضحة ومبسطة ومتسلسلة فكرياً، بحيث يمكن استيعابها من قبل كل من طلبة الدراسات الأولية والعليا على حد سواء.