الصوت والمعنى في الدرس اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث
( 486 صفحه)
الطبعة 1
, سنة النشر 2011
الصوت والمعنى في الدرس اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث
الصوت والمعنى قضية من القضايا اللغوية التي ناقشها العلماء اللغويون العرب بشكل تفصيلي، فقد أطلق عليها علماء البلاغة والنقاد، عبارة (اللفظ والمعنى) وبينوا علاقة كل منها بالآخر، فكانت هذه القضية محوراً لدرسهم البلاغي والنقدي ولكنهم لم يدرسوها في مستواها اللغوي. أما علماء اللغة، فكان درسهم موقوفاً على دراسة علاقة الصوت بالمعنى، وقيمة الصوت في الكلمة، والقيمة التعبيرية للحرف، ثم الكلمة وأثرها في الأسلوب على مستوى السياق اللغوي، وقد ارتبط هذا الموضوع بقضية كانت محوراً لدراسات اللغويين العرب وهي مباحث نشأة اللغة، وارتبط هذا الموضوع مباشرة بقضية تفكيرهم بنشأة اللغة، ونظرياتها التي أسسها علماء عرب؛ فجذور القضية - قضية الصوت والمعنى - هي من مباحث نشأة اللغة، والتفكير بدراستها وفق منهجهم العلمي الذي تصوروه. وإلى هذا، فقد عرف ابن جني اللغة بقوله "أما حدّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، لقد أدرك ابن جني منذ ذلك الزمن الطبيعة الصوتية للغة، وهو يقترب بتعريفه هذا إقتراباً شديداً من تعريفات المحدثين. ويظهر تعريف ابن جني أن الأصوات هي الأصل في اللغة، بمعنى أنه يعطي للطبيعة الصوتية الأولوية في حدة اللغة، وهو بهذا قد أخرج الكتابة، وذلك دليل واضح أن العلماء العرب حينما كانوا يدرسون اللغة يدرسونها وهي منطوقة ولم يدرسوها مكتوبة، وهذا مطابق لوجهة نظر علم اللغة بمفهومه الحديث أيضاً. من هنا، تأتي هذه الدراسة حول الصوت والمعنى في الدرس اللغوي عند العرب وكذلك في ضوء علم اللغة الحديث، والتي جاء ضمن أربعة فصول مسبوقة تمهيد، تحدث الباحث في التمهيد حدّ اللغة منذ القدماء والمحدثين، والتفريق بين الإصطلاحات ثلاث: اللغة في الكلام، اللسان، والإستفادة في ذلك من الصوت موضوعاً، ودرساً، ومنهجاً، ومن ثم ليلقي نظرة سريعة على نظريات نشأة اللغة، متوقعاً عند نظريات ثلاث: نظرية التوقيف الإلهي، نظرية الإصطلاح والمواضعة، ونظرية المحاكاة الصوتية. أما الفصل الأول فقد تضمن مباحث أربعة وهي: الصوت وحده عند اللغويين القدماء والمحدثين، الحرف عند اللغويين القدماء والمحدثين، والفرق بين الصوت والحرف على حسب نظرة اللغويين من القدماء والمحدثين، ثم المعنى والدلالة وما يتصل بهما من معان، ودار الفصل الثاني حول دلالة الصوت مفرداً وكل ما يتصل بهذه القضية من أمور تعين على دلالة الصوت على معنى وهو متفرد، وجاء ذلك ضمن مباحث خمسة، تناولت المسائل التالية: 1-بالصوت اللغوي وتمييزه عن غيره من الأصوات، 2-الأصوات الإيحائي والصوت الإنفعالي، ومعنى كل واحد منهما، 3-مخارج الأصوات، 4-صفات الأصوات، الحدث اللساني بين الطبيعة والإحتياطية. وجاء الفصل الثالث حول الصوت في الكلمة وذلك ضمن مباحث سبعة: 1-الكلمة العربية في حدودها بين اللغويين القدماء والمحدثين، 2-طبيعة الكلمة العربية، 3-ثنائية الكلمة العربية، 4-الأصول الثلاثية للكلمة العربية، 5-نظرية الصوتيم (الفونيم) في العربية، 6-المقطع في العربية، 7-الإبدال اللغوي. وأما الفصل الرابع فقد تم فيه البحث فيما تؤديه الكلمة من أثر في المعنى على مستوى التركيب Syntex، ومديات معنى الكلمة في داخل التركيب (جملة او نصاً)، وانقسم هذا الفصل على مباحث خمسة: 1-التركيب (مصطلحاً لغوياً)، 2-ظاهرة الإعراب على أنها تتعلق بالوظيفة النحوية لإيضاح المعاني، 3-النبر وأثره في الكلمة وما يؤديه من وظيفة معنوية على مستوى الكلمة، 4-التنغيم وأثره في مستوى الأسلوب العربي اللغوي، 5-السياق، ولتأتي أخيراً لخاتمة التي تضمنت كل ما توصل إليه البحث من نتائج.