كنت أميراً ( 160 صفحه)
الطبعة 1 , سنة النشر 1997
كنت أميراً
"ربما كان ضفدعاً يلتهم الكثير من البلاعيط. فجاءت العجوز وقالت له: "لست ضفدعاً! حتى تؤمن بأخيك الضفدع، حتى تثق بابنك البلعوط، حتى تحبك ضفدعة، لن تكون ضفدعاً، كما هذا المخلوق الذي تقلده، كن إنساناً يلتهم البلاعيط والضفادع! ضحك الأمير الضفدع. لماذا ينادي على تلك الأميرة؟ لماذا يريد أن يعود أميراً؟ ماذا يوجد هناك في ذلك القصر؟ إن النجوم فوقه، كل مساء يعدّها، أحياناً يعدّ حتى الألفين، الرقم الأقصى. "ليس من عالم تلك استطاع أن يحصى حتى اليوم ألفي نجم في السماء"، معلمه ايسيدور أخبره النجوم هنا، وبيته هنا، والبركة هنا. لماذا يرجع أمير؟ ماذا يوجد هناك، خلف الغابة، في مدن الناس؟ ماذا يريد منهم؟ امرأة؟ لماذا يحتاجها؟ طفل؟ لقد كان له طفل وسبح معه في نهر، ثم فقده أيريد أن يفقد طفلاً آخر؟ كنت أميراً بائساً، أميراً بائساً لم أعد الآن، أنا ضفدع كراراك، كراراك، كرراك، كركرس... ربما تلك العجوز ما كانت ترمي لعنة عليّ، ربما كانت تمنحني حياة جديدة بطريقتها الخاصة. الربّ هكذا، طرقه غامضة، لا يستوعبها دماغ إنسان، فكيف يستوعبها دماغ ضفدع كان إنساناً؟ فكر الأمير الضفدع ضاحكاً. فوق السطح تحركت الأميرة في ثوبها الأحمر، وتاجها الذهبي (أهي الأمير فعلاً، أم هو يتخيل ذلك؟ وما الفرق؟) استدار الأمير الضفدع، أدار ظهره للأميرة، للقصر للناس، قفز عالياً. عيناه مغمضتان. جسده يمتد كالسهم في الفضاء. الهواء يداعب جلده الناعم. تناثر رشاش ماء حيث غطس. (قبل ساعتين أو ثلاث سقطت في هذا الموضع عينه طابة ذهبية تشبه الكون، اهتز سطح البركة متموجاً. مقدار كوب ماء طاف عن جوانبها، تسلق ضفافها، ثم شربه التراب في السماء تألقت النجوم. "لم يسدل الستار على قصة "الأميرة الضفدع" وها هي تعود للحياة من خلال روايته ربيع جابر "كنت أميراً" الأمير الضفدع يقفز إلى زماننا ومن خلال امتدادات فكرية وفلسفية يتراءى ذاك الأمير وللحقيقة الضفدع فيلسوفاً آثر النجاة بضفدعتيه من براثن الإنسانية. رؤية نقدية معاصرة تتيح للروائي آفاقاً نقدية رحبة، أشبعها بحسه الشفاف، وبلغته الساخرة التي تميل إلى العفوية المعبرة، ومنظرته الفلسفية المتأملة إلى قصة تنطوي على معانٍ لا بد للقارئ أن يتعمق في مضامينها إلى مدى أبعد من السطور ليتمكن من استشفاف فلسفة تحولات ذاك الأمير، وليقرأ بالتالي تحولات الإنسان.
الزوار (1332)