اللون ودلالته في الشعر ( 268 صفحه)
رقم الايداع 9789957323691 , الطبعة 1 , سنة النشر 2008
اللون ودلالته في الشعر
قدم الشعر الأردني إسهاماً مميزاً في حركة الشعر الحديث، فهذا الشعر لا ينفصل بأي حال عن الشعر العربي، وهو ركن من مكوناته فـ"الشعر في الأردن رافد من روافد الحركة الشعرية العربية، كما أن الاتجاهات الشعرية العربية ماثلة في الشعر الأردني، سواء أكانت تقليدية أم رومانسية أم تجمع بين الاتجاهين. والدراسة التي بين يدينا لا تهدف إلى تعقب التطور التاريخي للقصيدة الأردنية، في الفترة الطويلة، التي سار بها الشعراء بكل ما تحمل من عناصر التجديد والحداثة. أما موضوع الدراسة فهو: اللون ودلالاته في الشعر الأردني، ذلك لأن اللون يمثل عنصراً مهماً من عناصر البناء الفني للقصيدة في الأردن بما يحمل من دلالات ذات علاقة مباشرة بالرؤية الفنية، وبما يضفيه إلى النص من جماليات. لقد جاءت فكرة هذه الدراسة نابعة من الحاجة إلى دراسة مفردات اللوم وتجلياتها، ودلالاتها في البناء الشعري للقصيدة الأردنية، ولا سيما أن المكتبة العربية تفتقر إلى دراسة شاملة مستقلة في هذا الموضوع، وعلى أهمية الدراسات التي تناولت مثل هذا الموضوع، فإنه مما يؤخذ عليها أنها لم تتسم بالشمول والاستقلالية، بقدر ما كانت دراسات مجتزأة، أو فصولاً في كتب، وعناوين فرعية مبثوثة في عدد من الكتب والدراسات البحثية في الدوريات، منها مثلاً: ما ذكره محمد العطيات في كتابه: "الحرية الشعرية في الأردن، تطورها ومضامينها 1921-1967م، إذ تطرق إلى مفردات اللون في الشعر الأردني من خلال حديثه عن مظاهر الطبيعة، وبخاصة في فصل الربيع. كما وردت بعض الإشارات اللونية في كتاب عبد القادر الرباعي: "عرار الرؤيا والفن"، إذ تحدث الرباعي عن الصورة وأشار إلى ذكر الألوان مثل: الدحنون، والخدود، ولم يتحدث عن اللون مستقلاً ويفسر دلالاته، أما سالم حمدان فقد خصص بحثاً عنوانه: "البناء العضوي في الصورة الشعرية الأردنيى المعاصرة"، من كتاب الشعر في الأردن، للحديث عن ظاهرة اللوم في الصورة الشعرية، غير أنه لم يدرس اللون ودلالاته في مبحث مستقل. أما هذه الدراسة فتحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ما الألوان الأكثر انتشاراً وتركيزاً في القصدية الأردنية؟ وما دلالاتها؟، كيف تجلت الأبعاد اللونية في القصيدة الأردنية؟، ما دلالة التوزيع اللوني في القصيدة؟ وما علاقتها بالرؤية الفنية؟ ما علاقة الصورة اللونية باللوحة الفنية؟ وهل ثمة مقصد عند المبدع في مثل هذا التمازج؟، ما المكتسبات الجمالية للنص من وراء توظيف اللون في القصيدة؟ وفي المحصلة فإن هذه الدراسة تأتي لتسد ثغرة في الجهود البحثية، التي قام بها نفر من النقاد والباحثين، الذين تطرقوا إلى مفردات اللون، غير أنهم لم يتعمقوا بحثها في دراسات مستقلة، وهو ما تأتي هذه الدراسة لتبني عليه وتستكمل البناء. ويقوم هذا البحث على رصد مواقع اللون، ودراسته في الشعر الأردني دراسة فنية جمالية، تفيد من مبادئ الدراسات السيميائية الحديثة في الكشف عن حركة النصوص، وطريقة التشكيل اللوني فيها، وتعتمد الدراسة اعتماداً أساسياً على التطبيق المباشر على النصوص الأدبية. تحدثت المقدمة عن مسوغات اختياري لهذا الكتاب، ومصادره ومنهجه، وجاء التمهيد ليبين أهمية اللون للإنسان وفي اللغة العربية والقصيدة، وأفرد الفصل الأول للحديث عن الدلالات اللونية للألوان الأساسية، والفصل الثاني تحدث عن الدلالات اللونية للألوان الفرعية، معالجاً بعض مواقع اللون في بعض الأبيات والأسطر الشعرية، وختمت الفصل بالحديث عن المرادفات اللونية. وتتبع عنوان: "تقنيات توظيف اللون في النص الشعري"، الفصل الثالث بعض القضايا الفنية، وارتباطها باللون من خلال رصد هذه القضايا في القصيدة اللونية الأردنية من خلال ستة أقسام: تحدث القسم الأول عن اللون والعنوان والخاتمة، وتطرق القسم الثاني إلى قلب اللون واللون الزائد، وفي القسم الثالث تحدثت عن اللون والصورة الفنية، أما القسم الرابع فتحدث عن اللوم والتناص، ثم تطرق القسم الخامس إلى الحديث عن اللوم والإيقاع، وخصص القسم السادس لدراسة اللون والمفارقة. أما الفصل الرابع فقد أفرد للحديث عن الشعر والرسم من خلال الحديث عن الشعراء الرسامين، وتناول ثنائية اللوحة/القصيدة متكئاً على الدراسات الحديثة، ضمن إطار تداخل الفنون والأجناس الأدبية التي عني بها النقاد والدارسوم المحدثون، ثم ختم بنموذجين تحليليين لقصيدتين اعتمدتا على اللون، وختم هذا الحديث بخاتمة أثبت فيها نتائج البحث وخلاصته.
الزوار (915)