في "التمهيد" الذي قدم المؤلف من خلاله عمله يقول: "... إنطلاقاً ممّا كتبه هؤلاء العظماء عن شغفهم في التعرف إلى الأشياء، وعن تمتعهم بجمالية العلم، وفي محاولة لفهم العناصر الثمانية المحجوبة، ولكي أحافظ على روحية المعنى، لجأت أحياناً، وبدءاً من هذا التمهيد، إلى إقتطاع عبارات من كتاب جين شيفرد، ومن ثمّ عمدتُ إلى كتابة نصوص ربطتُ من خلالها الكيمياء ببعض هذه العناصر، فمن ناحية هدفتُ إلى إضفاء جانب عاطفيّ على الفكرة العلميّة، ومن ناحية أخرى ربطتُ الموضوعات العلمية وتسلسلها المنطقي بقضايانا الحياتيّة، فلا يبقى العلم قشرة خارجية تختبئ تحتها نظرتنا الخرافية إلى الأحداث، بل يتكامل مع الشخصية ويتغلغل إلى أعماق ذواتنا، وينعكس أثره في بنية تفكيرنا...".
إنطلاقاً من هذه الرية، يجوب المؤلف في فضاء الكيمياءات، لا يُبصر إلى تفاعلات عناصرها إلاّ ليحدس في مناظراتها الوجودية والإنسانية، فيبدأ من علم الذرة وتطور مفهومها عبر التاريخ، ثم يبرز مساهمات العلماء بتفكيكهم لأصغر مكونات المادة التي جعلت رحلة الإنسان في هذا الكون أقل غموضاً وأكثر جمالاً.
تحت عنوان "كيميائيات (8) نقرأ: "متباهياً أمام الأوكسجين (O2) وقف الأوزون (O3) وقال: أنا أزيدك بذرّة وأقيم في طبقة أعلى منك، ولولا وجودي لَقَضت الأشعة ما فوق البنفسجية على كلّ الكائنات، أنا يا صديقي الملاك الحارس لكوكب الأرض..."
وبناءً على ما تقدم ذكره وزع المؤلف "قصة الذرة" على (219 كيمياء ووضع لكل واحدة منها عنواناً، وختم بــ "ثلاثية حلم (الحدس): الحلم الأول: الأفعى تلتقط ذيلها، والحلم الثاني: العناصر تحتل مواقعها، و: ترابطية - تعددية - تعاون (كائن واحد)...
يبقى أن نشير أن الكتاب ورد باللغتين العربية والإنجليزية.