أن القيادة اليوم هي قيادة الإبتكار التي تأتي بالتغيير، وهي القيادة التي تتبنى كل ما يرتبط في المستقبل لأن نجاح الشركة هو أن تبقى في الحاضر وتمتلك مقومات النمو في المستقبل.

لهذا فإن القيادة المعول عليها حقاً هي القيادة التي تتطلع للمستقبل، وكما يقول بيتر دراكر (P.Drucker) الأب الروحي للإدارة الحديثة أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هو أن تصنعه، ولا شك فإننا لا نمتلك طريقة أفضل من الإبتكار لصنع المستقبل.

إن الإبتكار هو الذي يأتي بالمنتج الجديد الذي يؤدي إلى إنشاء السوق الجديدة ومعها تكون الشركة هي قائدة السوق وهي التي تمتلك كل مقومات البقاء ولأنها تعمل في سوق هي صنعته وحددت قواعد اللعبة فيه وستظل كذلك ما دامت هي الأكثر قدرة إبتكارية فيه.

لهذا كله نقول أن دالة ذكاء القيادة هي الإبتكار، وأن العنوان الأبرز للقياد الذكية الناجحة هي مواصلة الإبتكار من أجل الإستمرار قيادة السوق، وهذا ما يجعل الإبتكار هو ضمانة البقاء والنمو والتفوق.

إن هذا الكتاب يجمع القيادة والإبتكار حيث القيادة في إحدى سماتها إمتلاك القدرة على الإبتكار لتقديم الحلول الجديدة لمشكلات الأعمال ومواجهة التحديات تنشأ عن بيئة الأعمال المتغيرة، في حين أن الإبتكار هو المورد الوحيد والقدرة الفريدة الوحيدة التي مهما امتلكت منها الشركة فإنها تطلب المزيد منه لمواجهة تديا المنافسة والمطالب السوق الزبائن التي لا سقف لها وتتغير بإستمرار.

لقد تمت تغطية القيادة في الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب، في حين تمت تغطية إدارة الإبتكار في الفصول الثمانية الباقية، ومن يقرأ الكتاب يجد أن القيادة موجودة في كل الفصول سواء في حل المشكلات أو في الإيتان بالجديد (المنتجات والخدمات والعمليات ونماذج الأعمال الجديدة)، حيث أن القيادة من مسؤولياتها تحقيق الإبتكار كرؤية أو إستراتيجية أو ثقافة أو ممارسات تعزز الجدارات الجوهرية داخل الشركة وميزتها التنافسية في السوق.