لقد نشأت وتطورت مجموعة من فروع الدراسة المتخصصة والتي يركز كل منها على جانب من جوانب السلوك التنظيمي، وتتلخص هذه الفروع في نوعين: العلوم الإجتماعية الأساسية مثل علم النفس، وعلم الإجتماع، والأنثروبولوجيا والتي تخصص كل منها في فحص حالة متميزة من السلوك الإنساني، والعلوم الإجتماعية التطبيقية التي طورت فروع العلوم الأساسية وطبقتها على مجالات الحياة الإنسانية، ويعتبر السلوك التنظيمي من الفروع التطبيقية للعلوم الإجتماعية حيث ركز على السلوك الإنساني في منظمات الأعمال وتناوله بالبحث والتفسير.

وطالما أن الأفراد يقضون جزءاً كبيراً من أوقاتهم في أعمالهم بالمنظمات المختلفة ويمارسون فيها حياة متعددة الجوانب والأبعاد، فإنه من المنطقي أن يتسع فرع السلوك التنظيمي وتتعدد جوانبه ومجالاته ومسؤولياته، حيث يتم التمييز عادة بين ثلاثة مستويات للتحليل في هذا الفرع وهي: الفرد، جماعة العمل، والمنظمة ككل.

وإنطلاقاً مما سبق يتكون هذا الكتاب من أربعة أجزاء رئيسية، يتناول الجزء الأول: المدخل لدراسة علم السلوك التنظيمي من حيث مفهومه ومبادئه وأهمية دراسته ومراحل تطوره وعلاقة علم السلوك التنظيمي بالعلوم الأخرى كما يتضمن هذا الجزء عرضاً للتحديات الخاصة بممارسات السلوك وأخيراً يتم عرض نموذج لدراسة علم السلوك التنظيمي.

أما الأجزاء الثلاثة الأخرى فتعرض بالتفصيل للسلوك التنظيمي في مستوياته الثلاثة السابقة (مستوى الفرد، مستوى الجماعة، مستوى المنظمة).