في إطار معرفة الإنسان بنفسه الموصلة إلى معرفة ربه إنطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "من عرف نفسه عرف ربه". نقدم للقرّاء الكرام كتاباً من أنفس كتب التربية والسلوك الشارحة للمقامات التي لا بد للمريد السالك إلى مقام الأحسان - مقام أن تعبد الله تعالى كأنك تراه فإن لم ...تكن تراه فإنه يراك، مقام توحيد الشهود والعيان - من التحقق بها، ألا وهو كتاب (منازل السائرين إلى الحق المبين) للشيخ الحافظ أبي إسماعيل عبد الله الهروي الحنبلي الأنصاري المتوفي سنة هجرية. وقد ألّفه حين سأله جماعة من أهل هراة ذلك فأجابهم ورتب له فصولاً وأبواباً، فجعله مائة مقام مقسومة على عشرة أقسام: هي البدايات، والأخلاق، والأبواب، والأصول، والولايات، والنهايات، والأحوال والمعاملات، والأودية، والحقائق. وقد حاز هذا الكتاب عناية خاصة من مشايخ جميع الطرق الصوفية على حد سواء وقرروه على المريدين لأهميته البالغة في طريق معرفة الله تعالى. وشرحه جماعة من العلماء الأعلام المحققين في معرفة أمراض النفوس وفي الأحوال والمقامات التي يمر بها المريد السالك منهم العارف بالله تعالى الشيخ محمد التستري، وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ومعه كتاب العلل التي تدخل على المقامات وتخفى على المريدين وذلك إتماماً للفائدة، سائلين الله تعالى أن ينفعنا والقراء الكرام بما فيهما من أنوار قلبية ملكوتية وأسرار روحية جبروتية.