اقسام الكلام العربي / من حيث الشكل والوظيفة
حين درست (اسم الفاعل) فى رسالة الماجستير تطلب الأمر منى أن أخوض فى تحديد كل من الاسم والفعل لأستطيع- بعد أن أتعرف على طبيعة كل منهما- أن أنظر فى حقيقة هذه المادة اللغوية: اسم هى أم فعل، أم ليست اسماً ولا فعلا؟
ولقد استطعت من خلال النظر فيما قاله النحاة القدماء فى الاسم والفعل، أن أقرر أن ما يسمى عندهم بـ (اسم الفاعل) هو فى الحقيقة ليس من الأسماء ولامن الأفعال، وأنه قسم قائم بذاته.
مع تقديرى البالغ لما بذله أسلافنا فى دراساتهم اللغوية، وعلى مدى أزمنة طويلة، فقد شعرت أن بعضاً من آرائهم فى مسائل عديدة- ومنها مسألة تقسيم الكلام- قد خضعت لتأثيرات بعيدة عن فهم الروح العام للغة، وكان من نتائج ذلك أن تكلفوا أساليب لغوية جاء قسم منها على صورة لم تعهدها العربية، ولم ينطق بها لسان العرب.
وفى ضوء ما تقدم حاولت أن أضع نفسى فى صفوف الذين نذروا أنفسهم لخدمة اللغة العربية، فكانت هذه الرسالة- مع التزامها بإطار منهجى معين- جريئة فى نقدها الموضوعى، مخلصة للخلق العلمى فيما أقرت وفيما رفضت من آراء، لم تستثن آراء المشرف نفسه، وكان لابد من أن أضع منهجاً للبحث فى موضوع الرسالة يتضمن المنطلقات التى يمكننى الركون إليها فيما أنا قادم عليه، فجعلت الرسالة من بابين رئيسين تضمنا خمسة فصول وجعلت لها خاتمة أوضحت فيها نتائج البحث. أما الباب الأول فقد قسمته إلى فصلين: عرضت فى الفصل الأول منهما لآراء أشهر النحاة القدماء فى تقسيم الكلام، ثم خصصت الفصل الثانى من الباب الأول لعرض ونقد آراء بعض الباحثين العرب المحدثين فى مسألة تقسيم الكلام العربى فوضحت هذه الآراء، ونقدتها فى ضوء الفلسفة العلمية التى كانت وراء ما قدموه فى التقسيم. أما الباب الثانى فقد قسمته إلى تمهيد وثلاثة فصول، ذكرت فى التمهيد الأسس التى استندت إليها أفكار البحث، ثم وضعت فى الفصل الثانى أقسام الكلم السبعة وطوائف الكلمات التى تندرج تحت كل منها وتحدثت عنها بشكل تحدد فيه مفهوم كل منها، وذكرت فى الفصل الثالث من الباب الثانى جميع المعانى الوظيفية التى يمكن أن يؤديها المبنى التقسيمى الواحد وهو فى السياق، دون أن يتأثر التقسيم الجديد بعملية التعدد.
أما الخاتمة فقد أوضحت فيها تلخيصًا لأهم ما توصلت إليه من نتائج. وبعد فإن فكرة البحث تنقلت بين مستويات متعددة وناقشت كثيراً من الاتجاهات والآراء القديمة والحديثة للوصول إلى الرأى الذى تضمنته الرسالة فى تقسيم الكلام العربى، فهى فكرة واحدة اتجه البحث فيها نحو العمق بتحديد المشكلة ومناقشة ما قيل عنها ووضع الحل لها.