كيف تكون قارئاً جيداً؟
أضيف بواسطة: , منذ ١٠ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 2 د

لا يوجد اثنان يقرآن الكتاب نفسه! فإذا أعطينا نصاً مكتوباً إلى شخصين لقراءته فإن واحداً يقرأه بشكل أفضل من الآخر وذلك لأنه يقرؤه بفعالية أكبر. وثانياً لأنه يؤدي كل فعل يقوم به بمهارة أكثر، وهذا الأمران يتعلقان ببعضهما البعض، فالقراءة فعالية مركبة مثل الكتابة وهي تشتمل على أفعال كثيرة ومنفصلة والشخص الذي يؤدي الأكثر منها هو الشخص الأكثر قدرة على الفهم والقراءة الجيدة. كما أن هناك ثلاث أهداف للقراءة، القراءة من أجل المعلومات والقراءة من أجل الفهم والقراءة من أجل التسلية.

أما التنور فلا يتم إلا عندما تعرف بالإضافة إلى ما قاله الكاتب، ماذا يعني بما قاله ولماذا قاله. فالجهل نوعين: الأول هو جهل هؤلاء الأشخاص الذين لا يستطيعون القراءة مطلقاً. والثاني هو جهل هؤلاء الذين أساؤوا فهم كتب عديدة. إنهم كما يدعوهم ألكسندر بوب الحمقى جاهلو القراءة. لقد وجد دائماً الجاهل الأدبي الذي قرأ بشكل واسع ولكن ليس بشكل جيد. كما أن اليونانيين لديهم تسمية لهذا الخلط بين التعلم والحماقة التي تطبق على هؤلاء المولعين بالمطالعة لكنهم يقرؤون بفعالية قليلة في كل العصور، إنهم "ضاحلو الثقافة".

القراءة الفعالة هي القراءة الأفضل، والقراءة التفحصية هي دائماً قراءة فعالة. إنها ممارسة مثمرة وليست ممارسة عقيمة. اسأل نفسك أربعة أسئلة عن أي كتاب تنوي قراءته:

1- ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟ يجب عليك أن تكتشف ما هو الموضوع الأساسي للكتاب وكيف طور الكاتب موضوعه من خلال ترتيبه له وتقسيمه إلى موضوعات أساسية وجزئية.

2- ماذا قيل بشكل مفصل وكيف قاله؟ يجب عليك أن تكتشف الأفكار الرئيسية والأمور التي يجزم بها والمناقشات التي تشكل ما يريد الكاتب إيصاله بشكل خاص إلى القارئ.

3- هل الكتاب حقيقي كلياً أو جزئياً؟ إنك لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال إلإ إذا كنت قد أجبت على السؤالين السابقين. فيجب أن تعلم ماذا قيل قبل أن تقرر أن ما قيل حقيقي أم لا. وعندما تفهم الكتاب فإنك ملزم باتخاذ قرارك إذا كنت قارئاً جاداً، فمعرفة رأي الكاتب ليس كافياً في هذا الخصوص.

4- ماذا عن الكتاب؟ إذا أعطاك الكتاب معلومات، فيجب أن تسأل عن مدى أهميتها. ولماذا يعتقد الكاتب أنه من الضروري أن تعرف هذه الأشياء؟ وهل من الضروري أن تعرفها؟ وإذا لم يكن الكتاب يعلمك فحسب، بل أنه ينورك أيضاً، فهل من الضروري أن تستفيض في ذلك إلى مدى أبعد وذلك من خلال السؤال، ماذا تبع ذلك؟ وما الذي يلمح إليه الكاتب؟ وما هي مقترحاته؟

لأن قراءة كتاب هو أساساً جهد تبذله لتسأل أسئلة وتجيب عليها لأبعد مدى ممكن من قدرتك. وهذا هو الفارق الأساسي في كل العالم بين القارئ الجاد والقارئ غير الجاد، إن الأخير لا يسأل أسئلة ولا يجيب عليها.

والأكثر من ذلك فإنه يجب عليك أن تعرف كيف تجيب عليها بشكل دقيق وصحيح. إن القابلية المتمرسة لفعل ذلك هي ما يسمى بـفن القراءة.

ورغم أن ذلك يمكن أن ينجز نظرياً في ذهنك فقط فإنه من الأسهل أن تنجزه والقلم بين يديك. إن القلم في هذه الحالة يصبح دليلاً على تيقظك أثناء القراءة.

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء