عن الكتب الأكثر مبيعا
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 4 د



بعد أن كثرت دور معارض الكتاب في أغلب الدول العربية ونجحت في جذب الاعلام لها وهي نقطة جيدة تحسب لها, وكذلك زيادة عدد المكتبات الإلكترونية وغرف القراءة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي برزت ظاهرة جلية وهي كثافة الاقبال على ميدان الروايات والكتب الأدبية بفارق شاسع عن بقية المجالات, كما أن رواية معينة نفذت بوقت قياسي وأعيد طبعها مرات أخرى حتى نفذت طبعاتها الأربع ولازالت تطبع وتباع, هذا يدعونا أن نسأل السؤال الذي يكرره من يقبل على معارض الكتب "ماذا نقرأ", ومرة "قيل لأرسطو كيف تعرف الانسان؟ قال أسأله كم كتابا يقرأ؟ وماذا يقرأ.."

        تشير الدراسات الى ان معدل قراءة الفرد العربي هو 6 دقائق يوميا فقط, في حين ان معدل القراءة في أوربا هو 36 دقيقة,  ويصدر كتاب لكل 350,000 فرد في الوطن العربي, في حين يصدر كتاب لكل 15,000 فرد في أوربا..

 في الوقت الذي نقر فيه بوجود ازمة قراءة في امتنا تؤكدها احصاءات اليونسكو, ولكن في نفس الوقت نلاحظ أن التواجد في معارض الكتب والمكتبات آخذٌ في الزيادة سنة بعد سنة, وما زيادة غرف القراءة, والمنظمات المعنية بالقراءة والقراء الا مؤشر على ما ذكرت.. ولكن كل هذا لا يعني شيئا اذا كان المسلك الذي نسلكه ليس هو المطلوب, أو بتعبير أوضح هذه القراءة اذا لم تكن في المجالات التي لا تركز على الجوانب  (المعرفية, المهارية, السلوكية) ولا تطور من هذه الجوانب فإن هذه القراءة تكون قراءة "مقنعة" لا تضيف للفرد والمجتمع شيئا يذكر.. إن المشكلة في أن بعض القراء لم يمسكوا برأس الخيط, ولم يضعوا أنفسهم في السكة الصحيحة...

إن كتب الروايات والكتب الأدبية كطبق الحلوى على مائدة الكتب, لا ينبغي اهمالها تماما, ولا ينبغي الإكثار منها,.. لا ندعي أن الروايات كلها عديمة الجدوى, بقدر ما نقول أن قراءتنا اذا كانت مقتصرة على الرواية فلن نحقق النهضة الاجتماعية المرجوة.. الاقتصار على الرواية دون الكتب مثل الاقتصار على النوافل دون الفرائض..

 إذا لم يكن لنا خطة واضحة من قراءتنا فإننا نكون قد اسلمنا أنفسنا للآخرين, أو كما قالوا ان لم تعمل على تحقيق اهدافك الخاصة ستكون مجرد آلة لتحقيق أهداف الآخرين.. عذرا صديقي "فساق البامبو" لا يملك أن يضعك على سكة النجاح.. إن المعركة الفعلية هي تلك التي نخوضها مع ذواتنا, مع نفسنا التي تسعى للراحة والخمول يقول ايمن العتوم في كلامه عن الرواية في هذا الزمن: "إنّه زمنُ انقلاب الأذواق، زمن الاستِسهال، زمن اللّجوء إلى الكلمة للتّسلية والمتعة لا إلى الرّقيّ والجَلال. زمن الهروب من الكلمة الّتي تحتاج إلى انقِداح في الذّهن، واستعدادٍ لها بالثّقافة الواسعة العميقة.".. ضع هدفا محددا نصب عينيك وقل له : "أنتَ لي" ، وإذا راودتك نفسك وشهواتك فقل لها "فلتغفري" لي فأنا طلقت شهواتي وأرى مستقبلي في عيني,.


      قال
( مورتيمر أدلر) " إنه كي نصف كتاباً ما بالعظيم فإنه: يجب أن تكون للكتاب أهمية معاصرة إذ يرتبط بمشكلات وقضايا يومنا الذي نعيشه." افتح الكتب التي ستنفعك في حياتك، وتحل الاشكالات التي تواجهها كفرد والتي يواجهها مجتمعك بشكل عام, إن "شيفرة دافينشي" لن تحل رموز مشاكلك التي تتهرب منها.. و"خالد بن طوبال" لن يستطيع رسم طريق نجاحك مهما بلغت مهارة الرسم بيده اليسرى، إذا أردت أن ترسم طريق نجاحك فلا بد أن تجعل عرق جبينك هو مداد الريشة التي ستلون بها حياتك.. اجعل لقراءتك قضية، واعشق تلك القضية بكل جوارحك، اعشقها كما يملي عليك قلبك وضميرك، واجعلها أولى "قواعد العشق الأربعون"

إن الازدهار والتطور العلمي في هذا الفترة من تاريخ حياة البشرية "في موسم الهجرة إلى الشمال" ، حيث اخذت أوربا بالتقدم والتوسع منذ الثورة الصناعية إلى لحظتنا هذه، إن ريادتهم للعالم لم تأت وليدة الحظ، أو تركة ورثوها من آبائهم، كلا...

إنهم ما وصلوا لما هم عليه إلا بعد ثورتهم على أنفسهم.. كما أنهم قبل ثورتهم هذه كانوا في عصور متأخرة حقا، كان يأكل بعضهم بعضا -حرفيا- ، كانت الكنيسة تحرق المفكر والعالم الذي اكتشف شيئا يخالف ما اعتادته الكنيسة كما حدث عندما حرقوا جاليليو عندما قال أن الأرض تدور حول نفسها..

لكنهم بعد عصورهم المتأخرة هذه أخذوا يعوضون ما خسروا، وكانت ثورتهم مرتكزة على بناء "العقل" ، ولا شك أن التقدم الذي يكون معوله العقل أسرع وأسهل من التقدم المعتمد على السواعد.. أو كما يقول وينس وتيلي : " الفاشلون يفعلون ما يريح أعصابهم بينما يقوم الناجحون بإنجاز أهدافهم",  وفي النهاية لسنا نحدد اتجاهاتك في القراءة ولا يملك احد ان يقول لك ذلك, ولكنك أنت من تحدد المجالات التي ترى أنها ستنفعك في ميدان دراستك أو عملك ومستقبلك, وتحقق منك الفرد الناجح النافع للمجتمع.

 

تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء