اعترافات زوجة تقرأ .. أحياناً!
أضيف بواسطة: , منذ ٨ أعوام
الوقت المقدر لقراءة التدوينة: 3 د


بصراحة، أنا لا أقرأ أحياناً، ولا أقرأ بين الحين والآخر، ولا أقرأ في أوقات فراغي من أعمال المنزل التي لا تنتهي، ولا أقرأ حين يثير فضولي حديث عن كتاب ما.. بل أقرأ في كل حين، وأتخلص من كل أعمالي اليومية فقط لأقرأ، بل وأتخلص من الآخرين أيضاً لأقرأ.. أقرأ بشكل مرضي، فلا يهمني أن أصبح شخصاً مختلفاً ولا أن أنمّي ذاتي أو قدراتي أو عقلي، لا أقرأ لتعلم مهارة أو لغة أو علم.. أقرأ فقط لأني لا أعرف أن أفعل شيئاً آخر..
القراءة عندي نوع من العبث الذي يمارسه الرجال أحياناً.. كالتدخين، كشرب الشاي، ككرة القدم، كقيادة السيارة بسرعة جنونية، كالصيد، كتسلق الجبال، كالقفز المظلي، كدلق سطل من الجليد فوق رؤوسهم، كالتراشق بالطماطم.. فلماذا على القراءة أن تجعل منك شيئاً مثالياً أو أن لا تكون؟!

.
هنا أقر وأعترف ببعض ما يمكن أن يحصل لأي زوجة وأم.. وقارئة:
1-    غالباً ما تشعرين بأنك عديمة اللباقة، خاصة عندما تكلمين جارتك من خلف الباب ولا تدعينها لفنجان القهوة الصباحية التي أعددتها لنفسك لتستمتعي بها بكل أنانية بصحبة كتاب ما!
2-    دائماً تكذبين عندما يتصل بك أحد يسألك ماذا تفعلين؟ لم لا تأتين؟ فيكون جوابك المعتاد: "أطبخ/ أغسل/ أنظف/ لا شيء" إذ يبدو لك إخبارهم الحقيقة بمثابة تعدي على خصوصية ما تفعلينه، يصعب أن تقولي لهم: "أقرأ"!
3-    لا تعارضين أبداً عندما يخبرك زوجك أنه ذاهب لزيارة أمه أو أخته أو أصدقائه، فبدلاً من أن تخترعي وجود عطل ما في المنزل يجب إصلاحه أو تطالبين بالذهاب إلى السوق أولاً، تجدينها فرصة رائعة لقراءة فصل جديد في جو هادئ!
4-    يتساءل الآخرون كيف تقرأين الكتب ولا تحسنين الكلام والمجاملات وإدارة الحديث، وأنت تستغربين كيف حقاً بإمكانهم إجادة الكلام إلى هذا الحد!
5-    يستنكر زوجك حدتك وعصبيتك عندما يحدث طارئ ما يغير جدولك اليومي أو عندما يدعو أحد دون إعلامك مسبقاً أو عندما تضطرين لانتظار شيء ما، فساعة من الزمن الضائع تعني لك خمسون صفحة!
6-    تشعرين بالفخر لأنك أم متحضرة تحاول تطبيق ما تقرأه على ابنها فلا تغضبين مثلاً إن كسر كوباً أو صحناً ، بل قد تبتسمين بخبث إن عبث بأغراض والده وأخفى مفاتيحه، ولكنك تتحولين لأم إرهابية إن حاول العبث بكتبك، حينها تلعنين كل نظريات التربية الحديثة!
7-    أنت أم مثالية حقاً! فأنت تسمحين لابنك أن يبعثر جميع ألعابه في المكان مقابل نصف ساعة من القراءة الحرة، حتى وأنت تعلمين تماماً أنك من سيقوم بترتيبها بعد قليل: أحجار المكعبات، الحيوانات البلاستيكية والدببة القطنية، أكثر من 200 قطعة بازل كرتونية دقيقة الحجم، سيارات من مختلف الأحجام، أحرف وأعداد إسفنجية باللغتين (مع نقاطها)، أقلام تلوين مع بقايا حبر على الأرض والجدران، كرات صغيرة وكبيرة بعضها يصل لحجم حبة البازلاء! (من الواضح أنه يستمتع بنشرها فقط دون اللعب بها انتقاماً من انشغالك عنه!)
8-    عندما تقررين أخيراً تخصيص وقت لطفلك واللعب معه فلا تجدين تسلية مناسبة له سوى قراءة قصص الأطفال!
9-    تستغربين كيف تشكو النساء دائماً الملل وسعة الوقت بينما تشعرين بضيق الوقت وامتلاءه!
10-    لا يثير اهتمامك صور النجمات العالميات وأزياءهن، لكنك تحتفظين بجميع صور "أليف شافاق" مثلاً وتحدقين بملابسها واكسسواراتها بمتعة وتفكرين بتقليد تسريحة "ليلى السليماني" فوجود امرأة جميلة وكاتبة في نفس الوقت لهو أمر استثنائي!
11-    عندما تصلين إلى مقطع حاسم تغلقين الكتاب فوراً وتذهبين لإعداد مشروب ساخن أو وجبة خفيفة لكي تكون المتعة مضاعفة!
12-    وأنت تنتظرين مولودك الأول تقتنين الكتب التي تتحدث عن تربية الأطفال منذ يومهم الأول، لكن متاعب الحمل تجعلك ترغبين بقراءة "دون كيخوتة" أكثر وتأجيل القراءة حول تربية الطفل إلى حين قدومه!
13-    تكونين في قمة السعادة عندما يكون هناك كتاب رائع تقرأينه، وتصابين بالاكتئاب والسوداوية عندما لا تجدين شيئاً يستحق القراءة!
14-    أشهى أنواع الأطعمة عندك هي التي يمكن إعدادها في نصف ساعة!
15-    شكراً للكتب الالكترونية فقد صار الآن بإمكانك القراءة دون أن تسمعي سخرية زوجك عندما يرى كتاباً بين يديك: "شو؟ عندك فحص بكرا؟ الله ينجحك!".


تدوينات أضيفت مؤخراً
بين الكتب والقرّاء